محمد البلوي
محمد البلوي
-A +A
محمد مفلح البلوي - مشرف تخطيط في تعليم تبوك
في حادثة لا تخلو من الطرافة والألم سقطت قطة في حفرة صرف صحي قديمة، سمع صديقي -العائد للتو من ابتعاثه في بريطانيا- صوتها في تلك الحفرة، حاول بشرقيته تجاهل هذا الصوت لكن موروثه الديني وإنسانيته التي تعززت في ابتعاثه أبت عليه إلا أن يعمل على إنقاذها، أجرى محاولات عدة لكنها باءت بالفشل، بعد خمس ساعات اتصل على الدفاع المدني الذين استغربوا في البداية فحوى بلاغه، ثم وجهوه إلى خدمات الصرف الصحي كجهة اختصاص، اتصل بالرقم المعطى له من قبلهم ليحضروا مسوقين أعذارهم بأن الحفرة لا تخصهم، كونها لمبنى قديم أدخل له شبكة الصرف، وأن القطة حتما ستموت إن لم يكن بالحفرة فستموت تحت عجلات المتهورين من أبناء بلادكم.

كان أنين القطة يشعره بالألم كلما مر من جوار الحفرة، وضع جائزة مالية لمن يستطيع إخراجها، شمر الفتية المتلهفون لهذا الحافز عن سواعدهم ولكنهم أيضا فشلوا.


في اليوم الثالث لم يعد يسمع صوت القطة شعر ببعض الراحة من الإحساس بالألم ونسب الأمر إلى القضاء والقدر وقلة ذات الحيلة. لكنه في اليوم الخامس سمع أنينها من جديد وعرف معنى أن القطط بسبعة أرواح. استجمع قواه واستعان بخبرة أخيه في نظريات المثير والاستجابة، إذ وضع شبكة بها قطعة من التونة وأنزلها للحفرة مع كشاف صغير، وما إن شمت القطة الجائعة رائحة التونة حتى ارتمت في أحضان الشبكة، وما أجمله من فخ لهدف نبيل أخرج صديقي القطة، وأخرج معها مشاعر أبنائه الذين احتضنوه وهم على يقين أنه أرحم بهم من رحمته بقطة هو في الأساس يكره ملامستها!!

almanssur8@hotmail.com